أبرز ما يشدك في أفلام الكونغ فو هو جمالية و إيقاع القتال في موقف ما من أحداث الفلم، بالأخص إذا كانت هذه المشاهد متقنة من ناحية الإخراج .
لكن السؤال هل يمكن لقتال في الشارع أن يكون بمثل هذه الطريقة التي نراها في الأفلام؟
الإجابة هي طبعاً لا.
الفنون القتالية
وضعت الفنون القتالية للدفاع عن النفس ضد الاعتداء الجسدي أو الدفاع عن المستضعفين،كانت تقنيات هذه الفنون محاطة بسرية كبيرة في البلدان الآسيوية على مدى قرون ولم تخرج للعالم إلا في أوائل القرن الماضي ويعود ذالك من ناحية لطبيعة الآسيويين المحافظة، و من ناحية أخرى لفاعلية تلك التقنيات، فقد كانت بمثابة السر الحربي لأنها طورت في سياق تاريخي معين يُمكن المتدرب من الدفاع عن حياته أو حياة أهل عشيرته،لذالك كان المعلمون يختارون بعناية شديدة الذين يريدون أن يمرروا لهم تلك التقنيات و كانت القاعدة الأولى عند تعلم فنون القتال هو عدم الوقوع في القتال إلا أضطررت لذالك و كانوا على درجة كبيرة من الحزم إلى درجة أنهم كانوا يطردون من يستخدم تقنياتهم في القتال خارج أسوار الدوجو بصفة إعتباطية.
هذا يؤكد أن فن القتال خطير إذا علمه المعلم الخطأ للشخص الخطأ
قتال الشوارع
غالبية ما يقع في الشوارع من قتال لا يدوم طويلا و لا يقع بنفس الإيقاع الذي نجده في
الأفلام
يكون إما واحد ضد واحد،مجموعة ضد واحد أو مجموع ضد مجموعة.
سنسلط الضوء على الحالة الأولى
الواحد ضد واحد إما أن يكون خلاف لفظي تطور لعراك بايدي في هذه الحالة هناك حكمة تقول إن أردت الفوز بعراك فلا تدخل في عراك أصلاً لأن فض النزاع قبل أن يتطور إلى ما لا يحمد عقباه هو من أسس فلسفة الفنون القتالية و لكن ما يحصل غالبا أن النفس أمارة بالسوء فإن كان الذي أمامك في موضع تصعيدي من كيل للشتائم و استفزاز و تحدي فالأنا الأعلى الذي بداخل كل منّا يحفزك على الرد بالمثل أو بالتصعيد لأنه يرفض فكرة الإنهزام أو الإستسلام.
في هذه الحالة و إن تطور الخلاف تكون الغلبة في أكثر الحالات لمن يضرب أولا و هنا تكمن الفنية أو الحرفية للمنتسب لفنون القتال فعليه أن يعمل إلى تفادي القتال بالأيدي و ظبط النفس و لكن إن أجبر على الدخول في قتال فعليه أن يكون أول من يضرب من خلال الدفاع عن نفسه،
أي إذا كان ولا بد فلا يجب على المقاتل أن يبدأ الهجوم فهو لا يرد القتال و لكن إن هوجم فهو يصد الهجوم و يرد بقوة
تفاجئ المهاجم و تجعله في حالة صدمة و هنا تكون للمقاتل الغلبة النفسية و البدنية على المهاجم و له أن يفعل به ما يشاء.
القتال واحد ضد واحد يمكن أن يكون أيضا في حالات الاعتداء من أجل السرقة و تكون جلها مرفوقة بسلاح أبيض خاصة في بلداننا العربية.في فلسفة الفنون القتالية لا شئ أهم من حياتك،فإن كان لك الإختيار بين هاتفك و حياتك , حياتك وبعض المال أضن أن المقارنة لا تجوز فحياة الإنسان أغلى ما يملك فلا تحاول الدفاع عن ما يمكنك تعويضه، ولكن إن كان المستهدف حياتك أو حياة من تحب أو عرضك فردة الفعل يجب أن تكون ردة الفعل هجومية و مدمرة، فأنت كمقاتل تعرف كيف وأين تضرب،هذا بالطبع إن استطعت تطبيق ما تعلمت في صالة التمرين لأن أغلبية المنتسبين لمدارس فنون القتال يتجمدون حرفيا عندما يقعون ضحية إعتداء مفاجئ للأسف (وسيكون لي مقال في هذا الشأن إن شاء الله).
إذًا في قتال الشوارع لن يكون هناك مكان لتبادل اللكمات و الركالات اللا متناهي و لا القفز و لا الطيران فالقاعدة أن تحاول بأقصى طاقتك أن تتفادى القتال و إن أجبرت عليه أن يكون ردك سريعا دقيقا و مدمرا.
قتال الشوارع
تمت مراجعته من قبل fighetrnotebook
في
9:46 م
تقييم:
ليست هناك تعليقات: